منصف العيش
عدد المساهمات : 2588 تاريخ الميلاد : 01/01/1989
تاريخ التسجيل : 29/09/2010 العمر : 35
الموقع : المرج
| موضوع: معنى القيام بالعدل الجمعة يناير 21, 2011 9:00 am | |
| جديد معنى القيام بالعدل تفسيرالإمام ابن كثير ((قال تعالى :ـ ((يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا)) يأمر تعالى عباده المؤمنين أن يكونوا قوامين بالقسط أي بالعدل فلا يعدلوا عنه يميناً ولا شمالاً، ولاتأخذهم في اللّه لومة لائم، ولا يصرفهم عنه صارف، وأن يكونوا متعاونين متساعدين متعاضدين متناصرين فيه. وقوله: {شهداء للّه} كما قال: {وأقيموا الشهادة للّه} أي أدوها ابتغاء وجه اللّه، فحينئذ تكون صحيحة عادلة حقاً، خالية من التحريف والتبديل والكتمان، ولهذا قال: {ولو على أنفسكم} أي أشهد الحق ولو عاد ضررها عليك، [glow=#00ff1e]وإذا سئلت عن الأمر فقل الحق فيه لو عادت مضرته عليك، فإن اللّه سيجعل لمن أطاعه فرجاً ومخرجاً من كل أمر يضيق عليه،[/glow]وقوله: {أو الوالدين والأقربين} أي وإن كانت الشهادة على والديك وقرابتك فلا تراعهم فيها، بل اشهد الحق وإن عاد ضررها عليهم فإن الحق حاكم على كل أحد، وقوله: {وإن يكن غنياً أو فقيراً فاللّه أولى بهما} أي لا ترعاه لغناه ولا تشفق عليه لفقره، اللّه يتولاهما، بل هو أولى بهما منك وأعلم بما فيه صلاحهما وقوله: {فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا} أي فلا يحملنكم الهوى والعصبيةوبغض الناس إليكم على ترك العدل في أموركم وشؤونكم، بل الزموا العدل على أي حال كان، كما قال تعالى: {ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى} ومن هذا قول (عبد اللّه بن رواحة) لما بعثه النبي صلى اللّه عليه وسلم يحرص على أهل خيبر ثمارهم وزروعهمم، فأرادوا أن يرشوه ليرفق بهم فقال: والله لقد جئتكم من عند أحب الخلق إليّ ولأنتم أبغض إلي من أعدادكم من القردة والخنازير وما يحملني حبي إياه، وبغضي لكم على أن لا أعدل فيكم، فقالوا: بهذا قامت السموات والأرض. وقوله تعالى: {وإن تلووا أو تعرضوا} قال مجاهد: تلووا أن تحرفوا الشهادة وتغيروها، واللّي: هو التحريف وتعمد الكذب. قال تعالى: {وإن منهم لفريقاً يلوون ألسنتهم بالكتاب} الآية، والإعراض: هو كتمان الشهادة وتركها. قال تعالى: {ون يكتمها فإنه آثم قلبه}، وقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : "خير الشهداء الذي يأتي بالشهادة قبل أن يُسألها"، ولهذا توعدهم اللّه بقوله: {فإن اللّه كان بما تعملون خبيراً} أي وسيجازيكم بذلك. تفسير الإمام السعدي" يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا " " يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين " الآيتين . يأمر تعالى عباده المؤمنين أن يكونوا " قوامين بالقسط شهداء لله " . والقوام ، صيغة مبالغة ، أي : كونوا في كل أحوالكم ، قائمين بالقسط ، الذي هو العدل في حقوق الله ، وحقوق عباده . فالقسط في حقوق الله ، أن لا يستعان بنعمه على معصيته ، بل تصرف في طاعته . والقسط في حقوق الآدميين ، أن تؤدي جميع الحقوق التي عليك ، كما تطلب حقوقك . فتؤدي النفقات الواجبة ، والديون ، وتعامل الناس بما تحب أن يعاملوك به ، من الأخلاق والمكافأة ، وغير ذلك . ومن أعظم أنواع القسط ، القسط في المقالات والقائلين . فلا يحكم لأحد القولين ، أو أحد المتنازعين ، لانتسابه أو ميله لأحدهما . بل يجعل وجهته ، العدل بينهما . ومن القسط أداء الشهادة ، التي عندك على أي وجه كان ، حتى على الأحباب ، بل على النفس ، ولهذا قال : " شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما " أي : فلا تراعوا الغني لغناه ، ولا الفقير ـ بزعمكم ـ رحمة له . بل اشهدوا بالحق ، على من كان . والقيام بالقسط ، من أعظم الأمور ، وأدلها على دين القائم به ، وورعه ومقامه في الإسلام . فيتعين على من نصح نفسه ، وأراد نجاتها أن يهتم له غاية الاهتمام ، وأن يجعله نصب عينيه ، ومحل إرادته ، وأن يزيل عن نفسه ، كل مانع وعائق يعوقه ، عن إرادة القسط ، أو العمل به . وأعظم عائق لذلك ، اتباع الهوى ، ولهذا ، نبه تعالى ، على إزالة هذا المانع بقوله : " فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا " أي : فلا تتبعوا شهوات أنفسكم المعارضة للحق . فإنكم ـ إن اتبعتموها ، عدلتم عن الصواب ، ولم توفقوا للعدل . فإن الهوى ، إما أن يعمي بصيرة صاحبه ، حتى يرى الحق باطلا ، والباطل حقا . وإما أن يعرف الحق ويتركه ، لأجل هواه . فمن سلم من هوى نفسه ، وفق للحق ، وهدي إلى الصراط المستقيم . ولما بين أن الواجب ، القيام بالقسط ، نهى عن ما يضاد ذلك ، وهو لي اللسان عن الحق ، في الشهادات وغيرها ، وتحريف النطق ، عن الصواب المقصود من كل وجه ، أو من بعض الوجوه . ويدخل في ذلك ، تحريف الشهادة ، وعدم تكميلها ، أو تأويل الشاهد على أمر آخر . فإن هذا ، من اللي ، لأنه الانحراف عن الحق . " أو تعرضوا " أي : تتركوا القسط المنوط بكم ، كترك الشاهد لشهادته وترك الحاكم لحكمه ، الذي يجب عليه القيام به . " فإن الله كان بما تعملون خبيرا " أي : محيطا بما فعلتم ، يعلم أعمالكم ، خفيها وجليها . وفي هذا تهديد شديد ، للذي يلوي أو يعرض . ومن باب أولى ، الذي يحكم بالباطل ، أو يشهد بالزور ، لأنه أعظم جرما . لأن الأولين ، تركا الحق ، وقام هو بالباطل . | |
|